ولنا مثال اخر على الكربنة يأتي من الصخور النارية ، التي تحتوي في تركيبها على معادن الفلسبار ، والذي يتاثر بالماء العادي ثم يتحلل ، كما يتاثر الفلسبار البوتاسي او الارثوكلاس مكونا ايدروكسيد البوتاسيوم ، حامض سيليكات الالومنيوم ، الذي يعد غير ثابت ، حيث يتخلل مكونات معادن صلصالية وسيليكية ، وبازدياد تفاعله مع ايدروكسيد البوتاسيوم فانه ينتج كربونات بوتاسيوم وماء .

ومن هنا تبرز التجوية في تحول الصخور (بالكربنة والاذابة) في الحالة الكتلية المندمجة او الصلبة الى حالة التفكك او التفتت او التحلل .

-التمياز Hydration وهو اتحاد بعض مكونات معادن الصخور مع بخار الماء فيكبر حجمها وتتعدد ، وتضغط على الصخر فتضعف تماسكه ، ومثاله معدن الانهداريت Anhydrite (كبريتات الكلسيوم) الذي يتحلل بالماء الى جبس .

-الاذابة البسيطة : وهي عملية لاتنتشر كثيرا في الطبيعة ، لقلة المعادن التي تقبل الذوبان في الماء ، كالملح الصخري او الهاليت Halite ، لكن هذه الطريقة لها اهميتها الكبيرة في مناطق توافر هذا النوع من المعادن .

الخلاصة اذن

أ- ان التعرية بالنحت والارساب ، لا تتم الا من خلال من يمهد لها وانما يمهد لها عاملان ، الاول الاشعاع الشمسي والجاذبية الارضية ، والثاني عامل التفكك الصخري (بكلى نوعيه الميكانيكي والكيماوي).

ب- ان تفكك الصخر ووقوفه في مكانه لا يعد سوى تعرية اولية ، لا تلبث ان تتطور بفعل عوامل التعرية التي تتناول ما تسلمه لنا التجوية في فتات صخري ، وتقوم عبر حركاتها ، بمزاولة التعرية بواسطته فكأنها والامر كذلك تستخدم كاسلحة او معاول للهدم (النحت) والارساب فيما بعد .

جـ- ان من ذلك كله فان دراسة التعرية كمصطلح تفرض علينا دراستها من زاويتين ، الوالى هي النحت ثم من زاوية الارساب التي تعد الوجه الثاني للتعرية .